تأتينا ذكرى فتح القدس هذه الأيام في فترةٍ عصيبة تمر بها القدس، وربما لم تمر بمثلها منذ الاحتلال الفرنجي قبل تسعمائة عام.
فالحصار الذي يفرضه الاحتلال على المسجد الأقصى وعلى أهل القدس ينذر بالمزيد من الشدة والإجراءات الصهيونية التي تستهدف استئصال المسجد الأقصى من ديننا وهويتنا، والإبادة التي تجري في غزة باستمرار حتى الآن تعتبر لطخة عارٍ في جبين الأمة والإنسانية جمعاء.
لكن في نفس الوقت، يأتينا ضوء في نهاية هذا النفق المظلم، فالصمود الأسطوري لأهلنا في غزة، ومكانة الأقصى التي لم تهتز في نفوسنا أكبر رد على هذه الظلمات التي يريد الاحتلال فرضها علينا.
وفي الوقت الذي تأتينا فيه هذه الذكرى العطرة، تمخر أكثر من خمسين سفينةً عباب البحر في طريقها لإغاثة غزة من مختلف بلدان العالم وأديانها وأعراقها وثقافاتها، لتعلن موقفاً غير مسبوق للإنسانية في وجه هذا الظلم.
ولعل هذا يكون إشارةً لقرب الفتح القريب والحرية التي ننتظرها جميعاً بإذن الله تعالى